أهمية برنامج تدريب المدربين

د. نضال ادعيس
تدريب المدربين ليست عبارة عادية في عالم سريع التغير تقوده المعرفة والابتكار، أصبحت المهارات التدريبية من الركائز الأساسية التي تقوم عليها التنمية البشرية والمجتمعية. ولم تعد مهارة التدريب مقتصرة على النخب الأكاديمية أو المؤسسات التعليمية، بل أصبحت من المهارات المطلوبة في كافة المجالات، لما لها من أثر مباشر في نقل المعرفة وتطوير القدرات. وهنا تبرز أهمية “تدريب المدربين” (Training of Trainers – TOT) كخطوة محورية لصناعة جيل جديد من القادة والمعلمين والموجهين.
إنني أكاد أجزم بأن تدريب المدربين هو استثمار طويل الأمد في بناء العقول وصناعة القادة. وتحفيز الشباب على اكتساب مهارات التدريب يعني تمكينهم من أن يكونوا جزءًا من الحل، لا المشكلة. فكل شاب يتقن فن التدريب، هو بذرة تغيير في محيطه، وجسر لنقل المعرفة والمهارات إلى أجيال جديدة. لنصنع من شبابنا مدربين … ومن المدربين قادة للمستقبل.
من هذا المنطلق يمكنني أن أقدم لكم مجموعة من الأسئلة التي لطالما سألتها لنفسي وقد استنتجت الإجابة من التجربة التي عشتها لسنوات مع التدريب وهناك مجموعة من الأسئلة على سبيل المثال لا الحصر كالتالي:
أولا: لماذا يعتبر تدريب المدربين أمرًا حيويًا؟
-
نشر المعرفة بفاعلية: المدرب المؤهل يستطيع تبسيط المفاهيم ونقل المهارات بطريقة مبتكرة تتناسب مع المتدربين.
-
بناء القدرات المؤسسية: المؤسسات تحتاج لمدربين داخليين قادرين على رفع كفاءة الموظفين بشكل مستمر.
-
تعزيز الاستدامة في التعليم: المدرب الجيد لا ينقل المعرفة فقط، بل يصنع قادة تدريب جدد، مما يخلق حلقة استدامة في التعلم.
-
تحقيق التغيير الإيجابي: التدريب الفعال يقود إلى تغيير سلوكي وفكري في بيئات العمل والمجتمعات.
ثانيا: لماذا يجب تحفيز الشباب على التدرب على مهارات التدريب؟
-
إطلاق الطاقات الإبداعية: التدريب يمنح الشباب الفرصة للتعبير عن أفكارهم بأسلوب منظم ومؤثر.
-
فرص وظيفية أوسع: المدربون المحترفون مطلوبون في مختلف القطاعات، مما يفتح آفاقًا واسعة للعمل الحر أو ضمن مؤسسات.
-
بناء الشخصية القيادية: التدريب يعزز مهارات الاتصال، الثقة بالنفس، القدرة على الإقناع، والتأثير في الآخرين.
-
المساهمة المجتمعية: من خلال التدريب، يستطيع الشباب أن يكونوا أدوات تغيير في مجتمعاتهم، خاصة في القضايا التنموية.
-
الاستعداد للتحول الرقمي: التدريب الحديث يتطلب الإلمام بالتقنيات والأدوات الرقمية، مما يساعد الشباب على التكيف مع سوق العمل المستقبلي.
ثالثاً: كيف نحفّز الشباب على دخول عالم التدريب؟
-
قصص النجاح: عرض نماذج شبابية بدأت بالتدريب ووصلت إلى مواقع قيادية ملهمة.
-
منح ودورات مجانية: توفير فرص تدريب مجانية أو مدعومة لتشجيع المشاركة.
-
برامج تحفيزية: إطلاق مسابقات، جوائز، أو برامج احتضان للمدربين الشباب.
-
دمج التدريب في المناهج الجامعية: تدريس مهارات التدريب كجزء من المهارات الحياتية والمهنية.
-
استخدام التكنولوجيا: توفير منصات إلكترونية تفاعلية تجعل التدريب ممتعًا وسهل الوصول.